اهلا بكل اصدقائى

اهلا بكل اصدقائى

ماهى الموسيقى








   ماهى الموسيقى؟                                           

هل هى مجرد صوت؟ ... هل فن تنسيق الاصوات ؟
هل هى صوت مريح تطرب له الاذان وتؤثر على الجهاز الهضمى للانسان او الحيوان ؟
هل هى كل هذا معا ؟

انى اندهش عندما تؤثر فى الخيل ويتراقص معها .. واتعجب اكثر حين يستجيب الثعبان للزامر فيرفع رأسه طالبا المزيد من الاستماع ، والحمام الذى يستجيب لنداء الصفير للعودة الى عشه .

ويقول هدسن " الكاتب الانجليزى" ان القرود والكلاب والثعالب وغيرها تبدو فى رقصها باوضاع مختلفة ، منها ما تهز ذيلها او تترنح برأسها او تتهادى فى مشيتها او تخطر بأرجلها حين ترقص .
وقد توصل العلماء الى تأثير الموسيقا على الاسما ك واستخدامها فى صيدها وتوصلوا الى ان هناك اصواتا تنجذب الاسماك واصواتا اخرى تنفر منها وتبتعد عنها .

هكذا تؤثر الموسيقى على الحيوان ، فما بالك بالانسان الذى ظهر فى هذا الكون فوجد اصوات الطبيعة الذى يجهل مصدره من اصوات تبث فى نفسه الخوف والرعب مثل  صوت صفير الرياح  وصوت الرعد وصوت الحيوانات المفترسة  ، كما وجد اصواتا تبث فى نفسه الهدوؤ والطمأنينة كصوت بلبل طروب وكروان مغرد وعصفور يزقزق  وحمامة تنوح . وبتعامله مع الطبيعة حاول ان يقلد هذه الاصوات بحنجرته من ايماءات وهمهمات وصياح وصراخ
الى ان وصل الى مرحلة الادراك والوعى واستطاع ان يفرق بين الاصوات الحسنة والاصوات المنفرة حيث وجد فطرته تميل الى كل ماهو صوته جميل يرتاح اليه .

وبعد ذلك صنع هو بنفسه الصوت من موجودات الطبيعة ، كالنفخ فى القواقع والدق على الاخشاب والاستفادة من جلود الحيوان وشده على الاشجار المجوفة واكتشافه لامعاء الحيوان حين يشده ويطرق عليه فيحدث صوتا وكلما يشده اكثر يحدث صوتا آخر ، الى ان نضج تفكيره وبدأ فى صنع صناديقا ويشد عليها هذه الامعاء لاحداث صوتا اكثر وضوحا ومن الغاب ماهو ينفخ فيه بدلا من النفخ فى القواقع وعمل ثقوبا لتعدد الصوت التى يخرج اثناء النفخ فيه ، واستطاع ان يهيىء لنفسه عالما موسيقيا مستمد من اصوات الطبيعة .

وبعد الايماءات والهمهمات والصياح والصراخ وبالفطرة تحول هذا الى غناء واصبح يتسلى به او ليطرد الارواح الشريرة او يستعمله فى السحر والشعوذة او لاستجداء الامطار عند الجفاف وفوق كل هذا ليناجى ربه وخالقه ومعينه فى هذا الكون .
وكل هذا قبل ان يعرف الانسان الكلام .. فلما عرفه وجد ان الهمهمات والصياح والايماءات مصاحبة دائما للالفاظ الكلامية للتعبير عن المقصد الكلامى وتوضيح مايريده وما يكمن فى نفسه .

فالموسيقى ولدت مع الانسان منذ وجوده فى هذا الكون واصبحت هى الوسيلة للتعبير عن ايمانه ورجائه وعن افراحه وعن سعادته واوجاعه واحزانه

الالة الموسيقية

الالة الموسيقية كمثل باقى الالات ، كالالة الحاسبة مثلا .. او الة صناعة الغزل او البلاستيك او مثل الالات الكهربائية وغيرها  .. وكل الة تحتاج الى تعامل بشرى لتشغيلها وتحقيق ما يحتاج منها وما تصنعه .. فالالة الموسيقية هى الة تم تصنيعها لغرض اصدار الصوت من خلال عازف او شخص يفهم تفانينها وكيفية استخراج منها الموسيقى عن طريق اوتارا او جلودا مشدودة عليها او ثقوبا تتحكم فى كمية الهواء السارى فيها عند النفخ عليها ... وفى النهاية هى الة يرجع اختراعها من الطبيعة ..يحتاج اليها الانسان هروبا من صوت الضجيج والاصوات المنفرة يعزف عليها او يستمع الى من يجيد العزف عليها حتى تستقر نفسه ويهدأ ، ولولا عرف الاصوات الحسنة فى الطبيعة ما كان الانسان اخترعها حتى يذهب اليها وقتما يشاء .




الغناء

الغناء فى رأيى هو تحويل مسار اخراج الصوت من منطقة الكلام العادى الى منطقة التنغيم فى الالفاظ الكلامية
واستغلال حروف المد " الواو والالف والياء " لامكانية التنغيم الصوتى واظهار الطبقات الصوتية من حـــدة
وغلظ . فعناصر الغناء هى صوت + كلام + موسيقى ..



وجود الموسيقى

بماذا تشعر عند سماعك لصوت الكروان حين يغنى .. او البلبل حين يطرب.. او زقزقة عصفور .. او حفيف الاشجار .. او صفير الرياح.. او صوت امواج البحر .. وصوت صهيل الخيل او مواء القطط او نباح الكلاب ، من ينبهك بقدوم سيارة وانت فى الطريق، وبقدوم القطار وانت فى المحطة وكثيرا من الاصوات التى ترتاح الى سماعها او اصوات تنبيهية او اصوات منفرة .. وكل صوت له تأثيره النفسى اما بالاستحسان او النفور .. فكل
هذه الاصوات ما الا هى مقطوعة موسيقية تعيش معك وتسمعها دون الذهاب الى سماعها .
وعندما تريد سماع بعض الموسيقى التى تطرب لها نفسك، تذهب الى الالة الموسيقية الربانية وهى الحنجرة عندما تغنى ، وتصبح انت صانع الموسيقى والمستمع .

استخدام الموسيقى

بما ان الموسيقى صوت .. وكل صوت له تأثيره النفسى .. استخدمت الموسيقى فى العلاج ، استخدمت للترويح عن النفس ، استخدمت لبث الروح الوطنية فى الحروب .. استخدمت لتهذيب الطفل وتنمية قدراته الذهنية .
وقبل كل هذا استخدمت لخدمة الدين .. واقرب الامثلة لدينا الترانيم فى الكنائس وتلاوة القرآن الكريم .
نعم تلاوة القران الكريم .. وذلك بعد ابحاث اجريت فى علم الموسيقى من قديم الازل بداية من العالم " فيثاغورث " الى علماء العرب المسلمين مثل الكندى والفارابى واخوان الصفا والحسن بن احمد الكاتب وصفى الدين الارموى وصلاح الدين الصفدى وغيرهم من العلماء المسلمين الباحثين فى علم الموسيقى الذى يرجع تقدم الغرب الى ابحاثهم فى هذا العلم . ونتج عن هذه الابحاث علم فى الموسيقى العربية مهم جدا وهو علم المقامات الموسيقية التى تنظم الصوت المنغم وبواستطها يستطيع المقرىء التلاوة، ويكون هذا النغم بمثابة خدمة صوتية لتلاوة القران الكريم ، وهذا يحدث بالفعل عندما يذهب القارىء  للتلاوة القرآنية فى اى جهة اعلامية لابد ان يمر على اختبارين .. الاختبارا لاول هو فى التلاوة القرآنية من حيث الاحكام والتجويد
وعلم القراءات .. اما الاختبارالثانى وهو معرفته ودرايته بالمقامات الموسيقية وعلم النغم .. واذا لم يوفق فى اختبار علم النغم لا يجوز له ان يعمل فى هذه الجهة الاعلامية .

اريد ان اقول ..

ان الموسيقى ليست وسيلة للهو واثارة الشهوات والغرائز.. فمن ناحية الغناء .. فالغناء يتم بواسطة كلمات
مصحوبة بتنغيم موسيقى .. فاذا كانت الكلمات تدعو الى الاثارة واستفزاز الغرائز .. فما ذنب الموسيقى ؟
وبدليل انك اذا سمعت اغنية مبتذلة او سيئة الالفاظ .. قم بتغيير هذه الكلمات بنفس اللحن .. ستجد الامر اختلف كثيرا .. فالمشكلة ليست فى الموسيقى بل ما وضع عليها من كلمات والفاظ مبتزلة ومثيرة للشهوات والغرائز ..
والموسيقى لها اماكنها الخاصة للاستماع فيجب الفرق بين مكان اعد خصيصا لسماع الموسيقى  . ومكان اخر اعد للهو وشرب الخمر واستفزاز الغرائز .. فالمكان الاخر المقصود ليس لسماع الموسيقى ولكن لافعال اخرى 



وانت ايها المستمع  عندما تستمع الى مغنى او عازف وانت فى يدك كأسا من الخمر .. فانت لا تحترم هذا الانسان الذى يخاطب اذنك ويحاول ان يهذب نفسك ويرقى بها ... فهو لم يطلب منك عدم الاستماع اليه وانشغالك بكأسك او بفتاه لاتعرف ما الذى جعلها للجلوس معك ومجاراتك فى افعالك .

يجب تحديد الغرض من سماع الموسيقى واحترامها واحترام من يعمل بها كمهنة .. وعدم نظرة المجتمع له على انه داعى للهو والفسق  واثارة الشهوات والغرائز .. فهو مجرد صانع للموسيقى يفهم تفانينها ويدرك جماليتها ... واذا كنا نجد من يمتهن هذه المهنة دون وعى .. فجميع المجالات يوجد دخلاء عليها ليس مهنتهم ولا يعلمون عنها شيئا سوى المكسب المادى فقط .

وفى النهاية ... الموسيقى بريئة من اى فعل يفعله الانسان باسمها .. فالموسيقى مثل الكوب .. مثلما تضع فيه الخمر .. تستطيع ان تضع فيها عصيرا من العنب والاثنان ثمرة واحدة ..


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق